الرسالة
لعل اعظم ما جائت به العرب على مر تاريخها هو ما سماه المسلمون بعلم الكلام. كان منهجاً مبنياً على فكرة انك لن يحكم بينك كتاب او حجة سماوية الهية مع شخص لا يؤمن بما تؤمن به. ادركت العقول الاسلامية ان ذاك ان الطريق الوحيد لنصرة الفكر هي بالبحث عن الحقيقة لتكتشف العرب بنفسها اهمية الطريقة العلمية والمنطق في ابسط الامور, حتى جعلوا منها منهجا يمشون عليه في كل شيء مع وجود الحجة الالهية احياناً. التعميم كان لاختلاف المذاهب والافكار واستحالة اقامة حجة على اي شيء, فصار علم الكلام بمثابة المنهجية التي هددت دعائم الطريقة النقلية التي كان يتبعها اغلب رجال الدين. وكعادة رجل الدين, حاربوا مسار الفلسفة الذي ظهر في العالم الاسلامي بكل اشكاله وبالاخص علم الكلام. والبعض قرر حكره على “الخاصة” وكأن باقي الناس بغال لا عقول لها. ومن يدري, قد تكون العامة شلة من البغال ولا استبعد هذا لو نظرت لبعض منتوجنا الفكري كشعوب. وبالحديث عن المنتوج.. هذه المدونة ستكون محض تركة تصرخ في وجه الحماقة المنتشرة على الشبكة العنكبوتية وتتبختر امام التطرف الفكري الذي وصلت له الانسانية اليوم. أما الكاتب, ابن سينا, فسيكون المبتدع في كل هذه المكاتيب. ومع ان البعض مما نكتب قد يكون له وقعه على العامة والخاصة الا ان ابن سينا معتاد على مثل هذه المصائب!